المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصبحه ومن اهتدى بهديه.
فهذه إطلالة قصيرة حول سورة الأعلى ، نبين فيها بعض ما اشتملت عليه هذه السورة الكريمة من آيات وعبر وعضات، ونقتبس منها بعض اللطائف الجميلة والحكم الجليلة .
سورة الأعلى : هي من السور المكية ، كما أجمع عليه جمهور المفسرين وهذه السور غالبا ما تعالج موضوع العقيدة كالإيمان بالله والملائكة واليوم الآخر والقضاء والقدر .
والحكمة أن البداية في التحويل كانت بإصلاح العقول والضمائر ، فإذا أردنا الإصلاح في هذه الحياة الدنيا فعلينا أولا أن نصلح أحوالنا مع الله وذلك بتوحيده واليقين به وغيرها من الأمور العقائدية التي بينتها السور المكية الجليلة .
وقبل الحديث عن آيات هذه السورة الجليلة نذكر بما جاء فيها من الفضائل حتى يستأنس بها القارئ الكريم .
فضل هذه السورة :
1- كانت من أحب السور للنبي صلى الله عليه وسلم ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ هَذِهِ السُّورَةَ سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ".رواه أحمد
وفي محبة النبي صلى الله عليه وسلم لهذه السورة ما يشعر بعظيم ما تحتويه من آيات بينات لها المعنى الكبير و الأثر البالغ في النفوس خاصة وأن السورة مكية وغالبية هذه السور تعالج موضوع العقيدة التي هي أساس قوام هذا الدين .
2- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في صلوات مخصوصة : عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:" كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ." رواه الترمذي .
لطيفة : الوتر هو من أحب الطاعات لله تعالى وسواء من الأذكار أو الأعمال أو العبادات ومن جملتها صلاة الوتر ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ " رواه مسلم ، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الصلاة الفضيلة سورة الأعلى تحببا لله تعالى وهذا ما يدل على فضل هذه السورة وعظيم ما فيها من منن وحكم .
وعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ :"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ قَالَ وَإِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدُ وَالْجُمُعَةُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ يَقْرَأُ بِهِمَا أَيْضًا فِي الصَّلَاتَيْنِ ." رواه مسلم
يوم العيد : هذا اليوم الكريم الذي هو من فضل الله تعالى على عباده وكم يمحو الله فيه من الخطايا ويعفو عن الذنوب ويتجاوز فيه عن الآثام ويستر من العيوب ، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم ما يناسب هذا المقام الجليل فكان يصلي في هذه الصلاة الكريمة بسورة الأعلى وهذا للدلالة على فضلها ومحبتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من جهة أخرى : يوم الجمعة هو من الأيام المشهودة عند الله تعالى وهو اليوم الذي فضل الله به هذه الأمة على غيرها من الأمم وفيه من الفضائل مالا يعد ولا يحصى فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بالأعلى في الصلاتين .
3-وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ :" لَمَّا نَزَلَتْ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ فَلَمَّا نَزَلَتْ سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قَالَ اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ ."رواه أحمد .
السجود هو من أجل الهيئات ومن أحبها إلى الله تعالى ، بل أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، قال الله تعالى : " كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) " العلق، وفي الحديث عن رَبِيعَة بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي :" سَلْ فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ قُلْتُ هُوَ ذَاكَ قَالَ فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ".رواه مسلم .
فاختار النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الهيئة الجليلة ما يناسب القرب من الله والإستجابة لأمر الله حين قال " سبح اسم ربك الأعلى فنقول في سجودنا استجابة لهذا الأمر : سبحان ربي الأعلى .
4- كان يوصي بها النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة : قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه :" فَلَوْلَا قَرَأْتَ سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ." رواه البخاري .
من خلال هذا يتبين لك أخي المسلم فضل هذه السورة الكريمة وحين إمعان النظر في آياتها الجليلة سوف ترى لماذا كانت هذه السورة حبيبة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتعال بنا إلى رحاب هذه السورة نتطلع من خلالها إلى عظيم قدرة الله تعالى وعلو مكانه وواسع فضله وامتانه .
وقبل ذلك نحاول بحول الله تعالى أن نجزأ هذه السورة الجليلة إلى أجزاء ليسهل علينا الفهم والتدبير والتقدقيق الجيد فيما احتوته من آيات بينات .
الأجـــــزاء :
الجزأ الأول : يشتمل على الآيات الخمس الأولى :وفيه الأمر بتعظيم الله تعالى .
الجزأ الثاني : ويشتمل على الآيات 6-7-8 :وفيه بيان فضل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم .
الجزأ الثالث : ويشتمل على الآيات 9-10-11-12- 13 9-10-11-12- 13 : طلب التذكير وانقسام الناس في الإستجابة .
الجزأ الرابع : ويشتمل على الآيات : 14-15 -16-17 14-15 -16-17: سبب الفلاح وسبب الخسران .
الجزأ الخامس : ويشتمل على الآيتين : 18-19 : الإسلام دين الأنبياء والرسل .
الشرح :
الجزأ الأول : قال الله تعالى :"سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) "
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى: سبح : أي : نزه وعظم وقدس الرب سبحانه وتعالى .
ذكر المولى جل وعلا أن كل شيئ يسبح بحمده فقال :" تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)" الإسراء . فالسماوات والأرض والجبال والشجر والحجر والدواب والهوام وكل الخلائق تسبح الله تعالى ، إذن فلم يبقى من الخلائق كلها سوى هذا الإنسان فأمره المولى جل وعلا بتسبيحه وتعظيمه حتى تكون كل العوالم والمخلوقات تسبح الله تعالى ، فلا يحق لعاقل بعد هذا أن يترك التسبيح لله تعالى .
كيف يكون تسبيح الله تعالى ؟
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصبحه ومن اهتدى بهديه.
فهذه إطلالة قصيرة حول سورة الأعلى ، نبين فيها بعض ما اشتملت عليه هذه السورة الكريمة من آيات وعبر وعضات، ونقتبس منها بعض اللطائف الجميلة والحكم الجليلة .
سورة الأعلى : هي من السور المكية ، كما أجمع عليه جمهور المفسرين وهذه السور غالبا ما تعالج موضوع العقيدة كالإيمان بالله والملائكة واليوم الآخر والقضاء والقدر .
والحكمة أن البداية في التحويل كانت بإصلاح العقول والضمائر ، فإذا أردنا الإصلاح في هذه الحياة الدنيا فعلينا أولا أن نصلح أحوالنا مع الله وذلك بتوحيده واليقين به وغيرها من الأمور العقائدية التي بينتها السور المكية الجليلة .
وقبل الحديث عن آيات هذه السورة الجليلة نذكر بما جاء فيها من الفضائل حتى يستأنس بها القارئ الكريم .
فضل هذه السورة :
1- كانت من أحب السور للنبي صلى الله عليه وسلم ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ هَذِهِ السُّورَةَ سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ".رواه أحمد
وفي محبة النبي صلى الله عليه وسلم لهذه السورة ما يشعر بعظيم ما تحتويه من آيات بينات لها المعنى الكبير و الأثر البالغ في النفوس خاصة وأن السورة مكية وغالبية هذه السور تعالج موضوع العقيدة التي هي أساس قوام هذا الدين .
2- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في صلوات مخصوصة : عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:" كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ." رواه الترمذي .
لطيفة : الوتر هو من أحب الطاعات لله تعالى وسواء من الأذكار أو الأعمال أو العبادات ومن جملتها صلاة الوتر ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ وَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ " رواه مسلم ، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الصلاة الفضيلة سورة الأعلى تحببا لله تعالى وهذا ما يدل على فضل هذه السورة وعظيم ما فيها من منن وحكم .
وعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ :"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ قَالَ وَإِذَا اجْتَمَعَ الْعِيدُ وَالْجُمُعَةُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ يَقْرَأُ بِهِمَا أَيْضًا فِي الصَّلَاتَيْنِ ." رواه مسلم
يوم العيد : هذا اليوم الكريم الذي هو من فضل الله تعالى على عباده وكم يمحو الله فيه من الخطايا ويعفو عن الذنوب ويتجاوز فيه عن الآثام ويستر من العيوب ، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم ما يناسب هذا المقام الجليل فكان يصلي في هذه الصلاة الكريمة بسورة الأعلى وهذا للدلالة على فضلها ومحبتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
من جهة أخرى : يوم الجمعة هو من الأيام المشهودة عند الله تعالى وهو اليوم الذي فضل الله به هذه الأمة على غيرها من الأمم وفيه من الفضائل مالا يعد ولا يحصى فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بالأعلى في الصلاتين .
3-وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ :" لَمَّا نَزَلَتْ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ فَلَمَّا نَزَلَتْ سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قَالَ اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ ."رواه أحمد .
السجود هو من أجل الهيئات ومن أحبها إلى الله تعالى ، بل أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، قال الله تعالى : " كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) " العلق، وفي الحديث عن رَبِيعَة بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي :" سَلْ فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ قَالَ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ قُلْتُ هُوَ ذَاكَ قَالَ فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ ".رواه مسلم .
فاختار النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الهيئة الجليلة ما يناسب القرب من الله والإستجابة لأمر الله حين قال " سبح اسم ربك الأعلى فنقول في سجودنا استجابة لهذا الأمر : سبحان ربي الأعلى .
4- كان يوصي بها النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة : قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه :" فَلَوْلَا قَرَأْتَ سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ." رواه البخاري .
من خلال هذا يتبين لك أخي المسلم فضل هذه السورة الكريمة وحين إمعان النظر في آياتها الجليلة سوف ترى لماذا كانت هذه السورة حبيبة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتعال بنا إلى رحاب هذه السورة نتطلع من خلالها إلى عظيم قدرة الله تعالى وعلو مكانه وواسع فضله وامتانه .
وقبل ذلك نحاول بحول الله تعالى أن نجزأ هذه السورة الجليلة إلى أجزاء ليسهل علينا الفهم والتدبير والتقدقيق الجيد فيما احتوته من آيات بينات .
الأجـــــزاء :
الجزأ الأول : يشتمل على الآيات الخمس الأولى :وفيه الأمر بتعظيم الله تعالى .
الجزأ الثاني : ويشتمل على الآيات 6-7-8 :وفيه بيان فضل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم .
الجزأ الثالث : ويشتمل على الآيات 9-10-11-12- 13 9-10-11-12- 13 : طلب التذكير وانقسام الناس في الإستجابة .
الجزأ الرابع : ويشتمل على الآيات : 14-15 -16-17 14-15 -16-17: سبب الفلاح وسبب الخسران .
الجزأ الخامس : ويشتمل على الآيتين : 18-19 : الإسلام دين الأنبياء والرسل .
الشرح :
الجزأ الأول : قال الله تعالى :"سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) "
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى: سبح : أي : نزه وعظم وقدس الرب سبحانه وتعالى .
ذكر المولى جل وعلا أن كل شيئ يسبح بحمده فقال :" تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (44)" الإسراء . فالسماوات والأرض والجبال والشجر والحجر والدواب والهوام وكل الخلائق تسبح الله تعالى ، إذن فلم يبقى من الخلائق كلها سوى هذا الإنسان فأمره المولى جل وعلا بتسبيحه وتعظيمه حتى تكون كل العوالم والمخلوقات تسبح الله تعالى ، فلا يحق لعاقل بعد هذا أن يترك التسبيح لله تعالى .
كيف يكون تسبيح الله تعالى ؟