ضاعف منتخب جنوب أفريقيا لكرة القدم من محنة نظيره الفرنسي في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وتغلب عليه 2/1 اليوم الثلاثاء على استاد "فري ستيت" بمدينة بلومفونتين في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الأولى في الدور الأول للبطولة.
ورغم الفوز الثمين الذي حققه منتخب جنوب أفريقيا على نظيره الفرنسي فشل أصحاب الأرض في التأهل للدور الثاني حيث رافقوا المنتخب الفرنسي (الديوك الزرق) إلى خارج البطولة.
وأصبح منتخب جنوب أفريقيا أول منتخب مضيف يودع البطولة من دورها الأول على مدار تاريخ بطولات كأس العالم.
ولكن الفوز اليوم كان فوزا معنويا رائعا حفظ لأصحاب الأرض ماء الوجه قبل الخروج من البطولة خاصة وأنه الفوز الثاني فقط الذي تحققه الفرق الأفريقية المشاركة في البطولة حتى الآن بعدماحقق المنتخب الغاني الفوز على نظيره الصربي في الجولة الأولى.
كما كان الفوز اليوم هو الأول لمنتخب جنوب أفريقيا (بافانا بافانا) على نظيره الفرنسي في أربع مواجهات جمعت الفريقين حيث حقق الفريق الفرنسي الفوز في مباراتين سابقتين وتعادلا سويا في مباراة واحدة.
وأنهى أصحاب الأرض الشوط الأول لصالحهم بهدفين سجلهما بونجاني كومالو وكاتليجو مفيلا في الدقيقتين 20 و37 ولكن البديل فلوران مالودا سجل هدف حفظ ماء الوجه للمنتخب الفرنسي في الدقيقة 70 .
والهدف هو الأول لمنتخب فرنسا في البطولة الحالية كما أصبح الوحيد لخروج الفريق من البطولة صفر اليدين.
كما أن هدف مالودا هو الأول لمنتخب فرنسا بعد 363 دقيقة متتالية فشل فيها في هز الشباك خلال مشاركته في بطولات كأس العالم.
وكان آخر هدف سابق للفريق هو الهدف الذي سجله زين الدين زيدان في مرمى البرتغال في الدقيقة 33 من مباراة الفريقين في الدور قبل النهائي للبطولة.
ورفع منتخب جنوب أفريقيا رصيده إلى أربع نقاط لكنه احتل المركز الثالث في المجموعة بفارق الأهداف خلف نظيره المكسيكي الذي خسر أمام أوروجواي صفر/1 في المباراة الثانية بالمجموعة.
وشهدت المباراة طرد اللاعب الفرنسي يوان جوركوف في الدقيقة 25 .
وهذه هي المرة الثالثة التي يودع فيها المنتخب الفرنسي بطولات كأس العالم بدون تحقيق أي فوز حيث تكرر ذلك سابقا في مونديال 1966 بإنجلترا و2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
وكانت المباراة اليوم هي نهاية مسيرة المدرب ريمون دومينيك في منصب المدير الفني للمنتخب الفرنسي حيث سيترك المنصب لمواطنه لوران بلان.
وعادل دومينيك اليوم الرقم القياسي لعدد المباريات التي يقود فيها أي مدرب منتخب فرنسا في بطولات كأس العالم والمسجل باسم ميشيل هيدالجو (عشر مباريات).
وبدأت المباراة وسط محاولة هجومية لجنوب أفريقيا حيث مرر سيفيوي تشابالالا كرة بينية إلى كاتليجو مفيلا داخل منطقة الجزاء ولكن مفيلا استلم الكرة بيده ليحتسب الحكم الكولومبي اوسكار رويز ضربة حرة غير مباشرة لصالح فرنسا.
ووضح اعتماد الفريق الفرنسي على الكرات العرضية من على الأجناب عن طريق فرانك ريبيري ويوان جوركوف وسط تمركز دفاعي للاعبي البافانا بافانا.
ومرت الدقائق العشر الأولى دون خطورة حقيقة على المرميين في ظل تحفظ كل فريق في طريقة اللعب نظرا لحساسية لمباراة والموقف الصعب الذي يعيشه الفريقين في المجموعة الاولى.
وطالب لاعبو المنتخب الفرنسي بالحصول على ضربة جزاء وسط إدعاءات عن أن الكرة لمست يد مدافع الأولاد بونجاني كومالو داخل منطقة الجزاء.
واعتمد منتخب جنوب أفريقيا على الضغط على لاعبي فرنسا في وسط الملعب ولكن افتقد الفريق إلى التفاهم بين ستيفين بينلر وتشابالالا وبرنارد باركر ، فيما حاول ريبيري إمداد مهاجمي فريقه بالتمريرات الطولية التي غالبا ما تعطلت أمام صلابة مدافعي الأولاد.
وبعد مرور 20 دقيقة تقدم منتخب البافانا بافانا بهدف قاتل إثر ضربة ركنية من الناحية اليمنى نفذها تشابالالا وأخطأ الحارس الفرنسي هوجو لوريس في التصدي لها ليرتقي بونجاني كومالو برأسه ويسكن الكرة داخل الشباك.
وسيطر أصحاب الأرض على مجريات اللعب تماما بعد الهدف وشن الفريق أكثر من هجمة منظمة في الوقت الذي اعتمد فيه الديوك على الهجمات المرتدة التي لم تشكل الخطورة المطلوبة على مرمى الحارس الجنوب أفريقي مونيب جوزيف.
واهدر كاتليجو مفيلا فرصة هدف محقق في الدقيقة 25 بعد أن شن هجمة فردية وتوغل في الدفاع الفرنسي الهش ولكنه سدد بجوار القائم مباشرة وهو على بعد أمتار قليلة من المرمى.
وتلقى الفريق الفرنسي لطمة قوية في الدقيقة 25 عندما أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه يوان جوركوف بعد أن وجه دفعة بالكوع في وجه ماكبيث سيبايا لحظة ارتقائه في الهواء لتسديد الكرة برأسه ، ليلعب الفريق الفرنسي أكثر من ساعة كاملة بعشرة لاعبين.
وتعددت محاولات لاعبي جنوب أفريقيا على مرمى لوريس بعد طرد جوركوف ولكن جاءت أخطر هذه المحاولات عبر ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة الجزاء ، نفذها تشابالالا ولكن الكرة مرت بالكاد من فوق العارضة.
وجاءت الدقيقة 36 لتعلن عن الهدف الثاني لجنوب أفريقيا عندما توغل تشابالالا بالكرة داخل منطقة الجزاء الفرنسية ويمرر كرة عرضية ولكنها اصدمت بأقدام مدافعي فرنسا وتحولت في اتجاه ستيفين بينار الذي مررها بدوره إلى مفيلا الذي سدد بسهولة شديدة في المرمى الخالي وسط إنهيار دفاعات للفريق المنافس.
وبعد دقيقة واحدة سجل برنارد باركر هدفا جديدا للأولاد ولكن الحكم الغاه بداعي التسلل .
وكاد الفريق الجنوب أفريقي أن يضيف الهدف الثالث قبل دقيقتين على نهاية الشوط الأول عندما أطلق مفيلا قذيفة صاروخية من خارج منطقة الجزاء ولكن الحارس لوريس أخرجها بأطراف أصابعه إلى ضربة ركنية.
واحتسب الحكم ثلاث دقائق وقت بدل ضائع مرت وسط تناقل الكرة بين لاعبي جنوب أفريقيا في منتصف الملعب ، لينتهي الشوط الأول بتقدم الأولاد بهدفين نظيفين.
وتفوق منتخب جنوب أفريقيا لعبا ونتيجة في الشوط الأول بسبب التفاهم الواضح بين اللاعبين بجانب الدافع القوي لديهم لاستكمال مشوار المونديال لإرضاء الجماهير الغفيرة التي تؤازر الفريق في كل مكان في الوقت الذي جاء أداء الديوك مطابقا للأداء خلال المباراتين الماضيتين التي شهدت تعادله مع أوروجواي سلبيا ثم هزيمته أمام المكسيك صفر/2 ، وما صاحب ذلك من الأحداث المثيرة للجدل التي وقعت داخل معسكر الفريق والتي كان بطلها الأولى نيكولا أنيلكا الذي أهان مدربه دومينيك وعاد سريعا إلى دياره.
ومع بداية الشوط الثاني حاول ريمون دومينيك المدير الفني لفرنسا التغلب على النقص العددي في فريقه فدفع بفلوران مالودا بدلا من أندري بيير جينياك.
وكادت الدقيقة الخامسة من بداية الشوط الثاني أن تشهد الهدف الثالث لجنوب أفريقيا بعدما أهدى تشابالالا زميله مفيلا كرة نموذجية داخل منطقة الجزاء ولكن القائم وقف له بالمرصاد.
ولم يختلف الوضع في الدقائق العشر الاولى من الشوط الثاني حيث حافظ أصحاب الأرض على سيطرته المطلقة فيما اكتفى الفريق الفرنسي بمحاولة صد الطوفان الهجومي للأولاد مما دفع دومينيك لإخراج جبريل سيسيه والدفع بمهاجم برشلونة تيري هنري في محاولة لتنشيط جبهته الأمامية.
وكاد مفيلا أن يضيف الهدف الثاني له والثالث لبلاده في الدقيقة 58 عندما سدد كرة قوية من على حدود منطقة الجزاء ولكن الحارس لوريس حولها بصعوبة إلى ضربة ركنية.
وواصل مفيلا هوايته في إهدار الأهداف السهلة بعد أن تلقى تمريرة سحرية داخل منطقة الجزاء ولكنه بدلا من ان يمرر لزميله المنفرد تشابالالا فضل التسديد لتضيع الكرة وسط غابة من أقدام مدافعي الفريق الفرنسي.
ولم يشن الفريق الفرنسي هجمة واحدة خطيرة خلال الربع ساعة الأولى من الشوط الثاني حيث تراجع جميع لاعبي الفريق إلى منتصف ملعبهم في محاولة لإفشال سيل الهجمات الجنوب أفريقية أملا في النجاة من هزيمة ثقيلة محتملة.
وأجرى البرازيلي كارلوس البرتو باريرا المدير الفني لمنتخب الأولاد أولى تغييراته بخروج باركر ونزول سيامبونجا نومفيتي.
وفي الدقيقة 70 سجل المنتخب الفرنسي أول هدف له في المونديال بعد أن تلقى ريبيري تمريرة رائعة على حدود منطقة الجزاء ليمررها بدوره إلى البديل مالودا الذي لم يجد أي صعوبة في تقليص الفارق لمنتخب بلاده.
وبدأت الخطورة تميل بعض الشيء للفريق الفرنسي بفعل هدف مالودا فيما بدأ التوتر يظهر بعض الشيء على وجوه لاعبي جنوب أفريقيا مع اقتراب المباراة من نهايتها.
ودفع باريرا باللاعب تيكو موديزيه بدلا من تاندويسي كوبوني في الدقيقة 78 قبل أن يشارك الفرنسي جوفو بدلا من الو ديارا.
وبدأ اليأس يدب في نفوس لاعبي جنوب أفريقيا في الدقائق الخمس الأخيرة حيث غلبت التمريرات الخاطئة على اداء اللاعبين وتراجع إيقاع اللعب كثيرا مقارنة بالشوط الأول.
ولم تشهد الدقائق الخمس الأخيرة من المباراة ولا الثلاث دقائق وقت بدل ضائع أي جديد باستثناء انفراد ضائع من جانب تشابالالا لينتهي اللقاء بفوز جنوب أفريقيا 2/1 ويودع الفريقان المونديال من الدور الأول وتعبر أوروجواي والمكسيك إلى دور الستة عشر