اللغة
العربية هي عماد الدِّين، فالدين باللغة العربية قرآنا وسنة، ولا يمكن فهم
الدِّين والتلذذ بجمال القرآن والبيان الحسن لرسول الله صلى الله عليه
وسلم إلا بفهم لغة العرب التي بها نزل القرآن الكريم.
لذا إذا تحدثنا عن حقيقة الارتباط الوثيق بين اللغة العربية والإسلام فإن
الواقع التاريخي للغة العربية وللدين الإسلامي- خلال أربعة عشر قرناً -
يثبت حقيقة التلازم والارتباط بين انتشار كل منهما وازدهاره بمساعدة الآخر.
هذا إلى جانب حقيقة أخرى واضحة وثابتة هي: إن في كل من الدين الإسلامي
واللغة العربية من القوة الذاتية والاستعداد الأصيل ما يكفل له الغلبة
والانتصار والدوام.
فاللغة العربية - ذاتها - لغة حية أدت رسالتها في الحياة خير أداء، وعبرت
في عصورها الأولى عن حاجات المجتمعات التي تتخذها لغة لها تعبر بها عن
مطالبها وآلامها وعلومها وآدابها وفنونها، وما زالت مستعدة للتعبير عن
الحياة وما جد فيها، ومستعدة أن تتسع أكثر من ذي قبل لكل جديد مبتكر
ومخترع حديث.
واللغة العربية أيضا - من أغنى لغات البشر ثروة لفظية تستوعب حاجات الأمة الحسية والمعنوية.
والعرب منذ أواخر العصر الجاهلي مهتمون بلغتهم معتزون بتراثها الأدبي، وقد قيل:«الشعر ديوان العرب»،
ولكن اهتمامهم واعتزازهم بها ازداد مع ظهور الإسلام لأن الله عز وجل
اختارها لغة لدينه قرآنا وسنة وعبادة وتشريعاً وتكلم بها تشريفا لها وهي
باقية ما بقي الإسلام والقرآن، ثم تضاعف الاهتمام والاعتزاز باللغة
العربية وحفظ التراث اللغوي وتنقيته من الدخيل الأعجمي أثناء الفتوحات
الإسلامية وبعدها. وعلى الرغم من أن الاستعمار الغربي كان يعمل لهدم اللغة
العربية بحسبانها لسان الدين الإسلامي الذي لا يزال يحاول هدمه بالدعوة
إلى استخدام اللهجات العامة والمحلية، إلا أن هذه الدعوات والمحاولات
الاستعمارية قد باءت بالخيبة والفشل والخسران المبين.
وإن كان وللأسف ثمة دعوات لإحياء لهجة كل بلد وتدوينها وتدريسها ؟!
وعن حقيقة التلازم القوي بين انتشار الإسلام بالعربية وانتشار العربية
بالإسلام، يقول الأزهري الإمام اللغوي المشهور، في مقدمة كتابه «تهذيب اللغة» (1/3): «الحمد
لله، على ما أسبغ علينا من نعمه الظاهرة والباطنة، وهدانا إليه مِن تدبُّر
تنزيله، والتفكر في آياته، والإيمان بمحكمه ومتشابهة، والبحث عن معانيه،
والفحص عن اللغة العربية التي بها نزل الكتاب، والاهتداء بما شرع فيه ودعا
الخلق إليه، وأوضح الصراط المستقيم به، وهداهم إلى ما فضلنا به على كثير
من أهل هذا العصر في معرفة لغات العرب التي بها نزل القرآن، وورَدَت سنَّة
المصطفى النبي المرتضى عليه السلام».
والقرآن نفسه، قبل كلام الأزهري وأمثاله من علماء اللغة، يؤكد حقيقة هذا
الباعث الأساسي للاهتمام باللغة العربية والاعتزاز بتراثها العلمي
والأدبي. فقد منَّ الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى
العرب الذين بُعِثَ فيهم ومنهم بقوله عز وجل: {إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقِلون}، وقال سبحانه وتعالى: {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذِكرُكُمْ أفلا تعقِلون} [الأنبياء].
فنزول القرآن الكريم بالعربية دليل أهميتها وأفضليتها وباعث نهضتها، وصاحب
الفضل الأكبر والأثر الأظهر في نشرها وخلودها. ويكفي تدليلا على ذلك
اختيار الله لها لسانا لدينه العام والأخير، وهو الإسلام ومنه بذلك على
العرب خاصة والمسلمين عامة. ff]اللغة العربية: لسان وكيان»، «مجلة البحوث» (1/91)].
وقد جاء عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال: «لسانُ العَرَب أوسعُ الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، والعلم بها عند العرب كالعلم بالسنن عند أهل الفقه»
العربية هي عماد الدِّين، فالدين باللغة العربية قرآنا وسنة، ولا يمكن فهم
الدِّين والتلذذ بجمال القرآن والبيان الحسن لرسول الله صلى الله عليه
وسلم إلا بفهم لغة العرب التي بها نزل القرآن الكريم.
لذا إذا تحدثنا عن حقيقة الارتباط الوثيق بين اللغة العربية والإسلام فإن
الواقع التاريخي للغة العربية وللدين الإسلامي- خلال أربعة عشر قرناً -
يثبت حقيقة التلازم والارتباط بين انتشار كل منهما وازدهاره بمساعدة الآخر.
هذا إلى جانب حقيقة أخرى واضحة وثابتة هي: إن في كل من الدين الإسلامي
واللغة العربية من القوة الذاتية والاستعداد الأصيل ما يكفل له الغلبة
والانتصار والدوام.
فاللغة العربية - ذاتها - لغة حية أدت رسالتها في الحياة خير أداء، وعبرت
في عصورها الأولى عن حاجات المجتمعات التي تتخذها لغة لها تعبر بها عن
مطالبها وآلامها وعلومها وآدابها وفنونها، وما زالت مستعدة للتعبير عن
الحياة وما جد فيها، ومستعدة أن تتسع أكثر من ذي قبل لكل جديد مبتكر
ومخترع حديث.
واللغة العربية أيضا - من أغنى لغات البشر ثروة لفظية تستوعب حاجات الأمة الحسية والمعنوية.
والعرب منذ أواخر العصر الجاهلي مهتمون بلغتهم معتزون بتراثها الأدبي، وقد قيل:«الشعر ديوان العرب»،
ولكن اهتمامهم واعتزازهم بها ازداد مع ظهور الإسلام لأن الله عز وجل
اختارها لغة لدينه قرآنا وسنة وعبادة وتشريعاً وتكلم بها تشريفا لها وهي
باقية ما بقي الإسلام والقرآن، ثم تضاعف الاهتمام والاعتزاز باللغة
العربية وحفظ التراث اللغوي وتنقيته من الدخيل الأعجمي أثناء الفتوحات
الإسلامية وبعدها. وعلى الرغم من أن الاستعمار الغربي كان يعمل لهدم اللغة
العربية بحسبانها لسان الدين الإسلامي الذي لا يزال يحاول هدمه بالدعوة
إلى استخدام اللهجات العامة والمحلية، إلا أن هذه الدعوات والمحاولات
الاستعمارية قد باءت بالخيبة والفشل والخسران المبين.
وإن كان وللأسف ثمة دعوات لإحياء لهجة كل بلد وتدوينها وتدريسها ؟!
وعن حقيقة التلازم القوي بين انتشار الإسلام بالعربية وانتشار العربية
بالإسلام، يقول الأزهري الإمام اللغوي المشهور، في مقدمة كتابه «تهذيب اللغة» (1/3): «الحمد
لله، على ما أسبغ علينا من نعمه الظاهرة والباطنة، وهدانا إليه مِن تدبُّر
تنزيله، والتفكر في آياته، والإيمان بمحكمه ومتشابهة، والبحث عن معانيه،
والفحص عن اللغة العربية التي بها نزل الكتاب، والاهتداء بما شرع فيه ودعا
الخلق إليه، وأوضح الصراط المستقيم به، وهداهم إلى ما فضلنا به على كثير
من أهل هذا العصر في معرفة لغات العرب التي بها نزل القرآن، وورَدَت سنَّة
المصطفى النبي المرتضى عليه السلام».
والقرآن نفسه، قبل كلام الأزهري وأمثاله من علماء اللغة، يؤكد حقيقة هذا
الباعث الأساسي للاهتمام باللغة العربية والاعتزاز بتراثها العلمي
والأدبي. فقد منَّ الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى
العرب الذين بُعِثَ فيهم ومنهم بقوله عز وجل: {إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقِلون}، وقال سبحانه وتعالى: {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذِكرُكُمْ أفلا تعقِلون} [الأنبياء].
فنزول القرآن الكريم بالعربية دليل أهميتها وأفضليتها وباعث نهضتها، وصاحب
الفضل الأكبر والأثر الأظهر في نشرها وخلودها. ويكفي تدليلا على ذلك
اختيار الله لها لسانا لدينه العام والأخير، وهو الإسلام ومنه بذلك على
العرب خاصة والمسلمين عامة. ff]اللغة العربية: لسان وكيان»، «مجلة البحوث» (1/91)].
وقد جاء عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال: «لسانُ العَرَب أوسعُ الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، والعلم بها عند العرب كالعلم بالسنن عند أهل الفقه»